• الأسواق الخليجية تفقد 200 مليار ريال في أسوأ جلسة منذ 5 أعوام

    17/12/2014

    ​تأثرت باستمرار تراجع أسعار النفط ونظيراتها "العالمية"
     الأسواق الخليجية تفقد 200 مليار ريال في أسوأ جلسة منذ 5 أعوام
     
     

    الهلع والذعر يسيطران على سوق دبي أمس.
     
     

    محت موجة جديدة من البيع المذعور أمس، نحو 53.4 مليار دولار (200.6 مليار ريال سعودي) من قيمة أسواق الأسهم الخليجية (السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، عُمان)- حيث كانت البحرين في عطلة – وذلك على خلفية تراجع خام القياس العالمي مزيج نفط برنت لأقل من 60 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2009. وجاءت خسائر أسواق الأسهم لتضاف إلى أكثر من 200 مليار دولار فقدتها البورصات بالفعل منذ نهاية تشرين الأول (أكتوبر). وجاءت معظم عمليات البيع المحموم من المستثمرين الأفراد الذين يخشون أن تخفض الحكومات الإنفاق مع تراجع إيرادات النفط.
    وجاءت سوق دبي في مقدمة الأسواق الخاسرة أمس، بعد أن تراجع مؤشرها 7.3 في المائة عند مستوى 3083.69 نقطة، لتشهد السوق حالة من الهلع والخوف مشابهة لما حدث على خلفية تداعيات الأزمة المالية العالمية في 2008 وأزمة ديون الإمارة في عام 2009. وعلى الرغم من التراجع القوي لسوق دبي، إلا أن مؤشرها لا يزال فوق عتبة الثلاثة آلاف نقطة، التي تعد حاجزا نفسيا. وانخفض سهم شركة إعمار القيادي بالنسبة القصوى، أي 10 في المائة، وكذلك تراجعت أسهم عدة شركات بهذا القدر.
    وخسر مؤشر أبوظبي 6.9 في المائة ونزل إلى ما دون عتبة الأربعة آلاف نقطة. وأغلق عند 3892.08 نقطة، فيما خسر قطاع الطاقة 8.7 في المائة، وقطاع العقارات 9.8 في المائة.
    ليفقد المؤشر العام للأسهم الإماراتية أمس (دبي وأبوظبي) نحو 6.42 في المائة عند 3381.58 نقطة، لتتراجع القيمة السوقية للأسهم الإماراتية على 617.28 مليار درهم، لتبلغ خسائر القيمة السوقية للأسهم الإماراتية أمس فقط 41.89 مليار درهم (11.4 مليار دولار).
    ومنذ أن اتخذت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) قرارا بالإبقاء على مستويات الإنتاج على حالها، عمت الانهيارات أسواق الأسهم الخليجية.
    فخسر مؤشر دبي 31.5 في المائة، فيما خسر مؤشر السوق السعودية 19.2 في المائة، ومؤشر أبوظبي 18.9 في المائة.
    وقال عبدالوهاب أبوداهش المحلل الاقتصادي لـ "الفرنسية"، "سبب هذا الانخفاض واضح جدا، إنه التراجع الحاد في أسعار النفط مقرونا بنظرة مستقبلية سلبية للاقتصاد العالمي".
    وقال سباستيان حنين رئيس إدارة الأصول لدى المستثمر الوطني في أبوظبي لـ "رويترز"، "نشهد حالة من الذعر الآن ولا توجد عوامل تدعم السوق ولم يعد المستثمرون يعملون المنطق".
    وكانت أسعار النفط قد تراجعت مجددا أمس، وانخفض سعر برميل برنت إلى ما دون 60 دولارا، وذلك بتأثير من تراجع الإنتاج الصناعي الصيني والمشكلات الاقتصادية في روسيا. وبلغ سعر برميل برنت بحر الشمال المرجعي 58.5 دولار في تداولات أثناء التداولات، وهو أدنى مستوى منذ أيار (مايو) 2009. وتراجع سعر برميل نيويورك تكساس انترميديت إلى 53.8 دولار، لتخسر أسعار النفط نحو 50 في المائة منذ حزيران (يونيو) الماضي.
    وفي الدوحة تراجع مؤشر السوق 3.51 في المائة ليسجل 11057.33 نقطة، لتفقد القيمة السوقية للأسهم القطرية أمس، نحو 22 مليار ريال قطري (6.1 مليار دولار) لتسجل 611.96 مليار ريال قطري مقابل 633.99 مليار ريال قطري أمس الأول. ويأتي تراجع السوق أمس ليمحو مكاسبها التي حققتها أمس الأول، والتي جاوزت 3 في المائة، ومع هذا تظل السوق محققة مكاسب هذا العام عند 6.53 في المائة.
    وفي الكويت تراجع المؤشر السعري بنسبة 2.1 في المائة إلى 6170.90 نقطة، لتفقد السوق أمس نحو 650 مليون دينار (2.23 مليار دولار) من قيمتها السوقية التي بلغت نحو 29.02 مليار دينار.
    وفي مسقط خسر مؤشر السوق 2.9 في المائة ليغلق عند 5409.4 نقطة، لتفقد القيمة السوقية نحو 210 مليون ريال عُماني (545.4 مليون دولار) عند 13.45 مليار ريال عُماني مقابل 13.45 مليار عُماني أمس الأول.
    وكانت السوق البحرينية مغلقة أمس في عطلة وطنية، ومن المقرر أن تعيد فتح أبوابها يوم الخميس المقبل. أما السوق السعودية فقد تراجع مؤشرها بنسبة 7.3 في المائة ليهوي إلى 7330 نقطة، مفتقدا 575 نقطة، لتفقد القيمة السوقية نحو 124.6 مليار ريال (33.2 مليار دولار).
    وقال مسؤول بصندوق النقد الدولي في مؤتمر أمس، إن هبوط أسعار النفط سيؤدي إلى خفض إيرادات حكومات الدول العربية الخليجية، لكن احتياطياتها المالية الضخمة لن تجعلها في حاجة إلى خفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير.
    وقال وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري إن مشاريع التنمية لن يتم خفضها بشكل كبير في الأعوام المقبلة، وحث المستثمرين على الهدوء. لكن يشعر المستثمرون بالفزع لسرعة تراجع أسعار النفط، وما يبدو على حكوماتهم من عدم رغبة في التدخل لدعم أسعار الخام.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية